في يوم جمعة قامت مضيفتنا بدعوة صديقاتها وأزواجهن لتناول الغداء في الساعة الواحدة والنصف ظهراً. تجمع الضيوف خلال وقت قصير وكان جو الصداقة مصدر سعادة للجميع. مرت ساعتان وبدأ الجوع يظهر والمرح يختفي، ولكن لم تطلب صاحبة البيت من الأصدقاء الجلوس للغداء فقد كانت إحدى الصديقات المقربات جداً لم تحضر بعد. مر المزيد من الوقت ثم وصلت الضيفة الأخيرة. كان من الواضح أنها لم تشعر بأن تصرفها لم يقع في دائرة اللباقة ثم تبين لاحقاً أنهم في عائلتها يتناولون طعام الفطور قرب الظهيرة أيام الجمعة ولا يجلسون للغداء قبل العصر. حسناً، لكل عائلة طقوسها ولكن هناك قواعد من الأفضل أن نتفق عليها جميعاً عندما نجتمع حتى يستمتع الجميع بالمناسبات الإجتماعية بدون إحراج أو إزعاج لأحد.
عند وصول الدعوة أعلمي مضيفتك عن تلبيتك الدعوة أو قدمي الإعتذار عن الحضور. هذا مهم لأنه يساعد المضيفة على التخطيط لللقاء من حيث ترتيب مساحة المكان والمائدة وكمية الطعام وعدد المقاعد. إذا كانت الدعوة شفهية قومي بالرد في الحال أو أخبري المضيفة بأنك ستعاودي الإتصال بها لاعلامها ثم قومي فعلا بالإتصال في أقرب وقت. أما إذا كانت الدعوة مكتوبة فقد تلاحظي في ذيل البطاقة ملاحظة مثل “RSVP” أو “يرجى تأكيد الحضور” أو “للإعتذار يرجى الإتصال”. قومي بالإتصال شفهياً أو كتابة في جميع الأحوال حتى ولو لم تجدي ملاحظة مثل ما سبق. أعربي عن سرورك بتلبية الدعوة أو اعتذري مع تقديم الأسباب.
كوني هناك على الموعد. ومن المعتاد أن تحدد المضيفة موعد اللقاء وعليك الإلتزام والوصول على الموعد أو على الأكثر خلال 15 دقيقة من الموعد المحدد. لا تذهبي في وقت مبكر أبداً. أما إذا أجبرت على التأخر فعليك الإتصال هاتفياً لإعلام مضيفتك بموعد وصولك حتى تتمكن من أن تقرر إذا كان عليهم البدء بدونك.
أغلقي هاتفك الخلوي واعتبري نفسك “مش موجودة بالبيت” كما كنا قبل أن يلاحقنا الهاتف الخلوي اللحوح في كل مكان. أما إذا كان من الضروري بقاؤك قادرة على الرد أو إذا كنت بانتظار مكالمة فعليك اختيار وضعية الإهتزاز للهاتف الخلوي والرد على الخلوي بعد الإنتقال إلى غرفة ثانية. لا تستعملي هاتف مضيفتك بدون أخذ الإذن ولا تردي على هاتف المنزل إذا رن أثناء وجودك إلا إذا طلب منك ذلك.
احرصي على المشاركة بحماسة في كل ما يطلبه منك مضيفيك أو …. حاولي. قد يكون ذلك لعبة من ألعاب الحفلات أو تذوق طعام قد يكون غير مألوف أو التحدث مع أشخاص تقابليهم للمرة الأولى. شاركي في الحديث بدون السيطرة على الجو كله واحرصي أن تحدثي من يجلسون إلى يمينك ويسارك ولو لبعض الوقت سواء كنتم على المائدة أو غيرها.
لا تفرطي في الطعام والشراب. الإفراط ليس مشكلة للجنس الناعم ولكن لا مانع من التذكير بأن الإفراط غير مستحب كما أنه لافت للإنتباه، هذا بالإضافة إلى أنه يترك للآخرين كمية أقل من الطعام والشراب.
تجنبي الدخول إلى المطبخ إلا إذا دعيت للدخول فقد يسبب وجود الضيوف في المطبخ الفوضى ويشتت تركيز مضيفتك. طبعاً هذا لا ينفي أن هناك من تحب الحديث أثناء التحضير خاصة إذا كنت من صديقاتها الحميمات.
إعرضي المساعدة كلما استطعت، ولكن هذا يعتمد أيضاً على الظروف ونوع اللقاء. أحياناً قد ترحب المضيفة بالمساعدة في توزيع المقبلات أو الفطائر أو الإهتمام بترتيب الأزهار التي أحضرتها مدعوة أخرى أو توزيع الحلوى. ومن المقبول أن تعرضي المساعدة في التحضير في المطبخ ولكن إذا كان جواب مضيفتك “لا، شكراً”، اقبليه فوراً وعودي للإستمتاع بالحفل مع بقية الضيوف. وعندما يقارب اللقاء على الإنتهاء فقد ترحب مضيفتك بمساعدتها على الترتيب. اعرضي المساعدة ولا تصري إذا لم ترغب فيها مضيفتك.
التزمي بالمكان المحدد لك إذا حددت مضيفتك أماكن جلوس الضيوف على المائدة شفهياً أو بوضع بطاقات الأسماء أمام المقاعد فقد اختارته مضيفتك خصيصاً لك وليس لأحد غيرك. استمتعي به.
راعي الآخرين. امسحي قدميك قبل دخول المنزل ولا ترفعي قدميك على الأثاث. استعملي كوستر تحت كوب الشراب أو الماء إذا كانت موجودة. إذا كنت من المدخنات أخرجي إلى الحديقة أو البلكون للتدخين. تحدثي بصوت هادئ ولا تخوضي في جدال وتجنبي فتح المواضيع المثيرة للجدل او التي قد تضايق احد الحاضرين. أما إذا كنت مصابة بالرشح أو أي مرض معدي فاتصلي بالمضيفة واعتذري عن الحضور.
لا تبخلي بإطراء مضيفيك. فمن منا لا تحب أن تسمع إطراءاً صادقاً؟ لا تبخلي به حول أي شيء… الطعام، الديكور، الحديقة، الصحبة، ولكن طبعاًلا تبالغي.
احترمي ثقة مضيفيك وحافظي على ممتلكاتهم. لا تفتحي الخزانات والجوارير. إذا كسرت شيئاً أعلمي مضيفتك في الحال واعرضي أن تدفعي ثمنه. اذا كانت الدعوة تشمل أطفالك احرصي على عدم لمسهم الاشياء التي لا تخصهم وتأكدي من حسن تصرفهم وعدم ازعاجهم للمضيفين وباقي المدعوين .
غادري مع الآخرين إلا إذا دعيت للبقاء لمدة أطول. ومن المعتاد أن يغادر ضيوف الغداء أو العشاء بعد ساعة من انتهاء الوجبة وليس قبل أو بعد ذلك. أما إذا كنت مضطرة للمغادرة باكراً فعليك إعلام مضيفتك مسبقاً قبل اللقاء أو عند وصولك حتى لا يفاجأ مضيفيك أو يشعروا بالإهانة عندما تغادري.
أشكري مضيفيك عند الخروج. احرصي على شكرهم وتوديعهم قبل المغادرة فإذا لم يكونوا عند الباب فتشي عنهم واشكريهم شخصياً قبل أن تذهبي. كما أن من اللطف الإتصال هاتفياً في اليوم التالي وتقديم الشكر مرة ثانية. أما إذا كان الحفل رسمياً أو إذا كنت قد قضيت الليلة أو عطلة نهاية الأسبوع مع المبيت فمن المستحسن إرسال بطاقة شكر مكتوبة لأن ذلك مدعاة للسرور والامتنان من مضيفيك.
الهدية تعبير عن التقدير. الآن إلى موضوع الهدايا… فمن المتعارف عليه أخذ هدية لصاحبة أو أصحاب المنزل المضيفين. وليس من الضروري أن تكون غالية الثمن فمن الهدايا المحببة: باقة من الزهور، نبات مزروع، شوكولاتة، أنواع غريبة من المأكولات المحفوظة مثل المكسرات والحلويات، المحارم المزركشة، صابون الضيوف، زجاجة لوسيون أو عطر، براويز صور، شموع مزركشة أو معطرة أو كتب وسي دي إذا كنت على معرفة بما يعجب مضيفيك من كتب وموسيقى.
وتؤخذ الهدية في الحالات التالية:
إذا كانت الدعوة على الغداء أو العشاء، إلا إذا كانت المضيفة صديقة قريبة جداً أو كنتم تتناولوا الطعام معا بشكل متكرر مستمر.
اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.