هل التخطيط صفة تميز المجتمعات المتقدمة وأفرادها عن غيرهم؟
التخطيط مفتاح النجاح
إن الجواب واضح ويسلم به الجميع فالتخطيط مفتاح النجاح على مستوى المجتمعات أو الجماعات أو الأفراد. وعندما تفشلي في التخطيط فأنتِ تخططي للفشل.
لنتحدث على مستوى حياة الفرد…حياتك أنتِ بالذات. فعندما لا تخططي ليومك تقعي في كمين ما يرميه النهار في حضنك من مستجدات وقد ينقضي النهار كله ما بين الإستجابة لطلبات الآخرين أو الحديث على التلفون دون القيام بأمور ضرورية أو فارقة مثل حجز موعد عند الطبيبة لإجراء مسحة عنق الرحم وفحص الكشف المبكر للثدي أو تنزيل الملابس الصيفية وإبعاد الشتوية إلى خزانة الغرفة الإضافية.
طريقة التخطيط ليومك
أنت بحاجة لأن يصبح الجلوس لبضع دقائق مساء كل يوم لتخطيط مهمات اليوم التالي جزءاً ثابتاً لا يتغير من برنامج يومك…كل يوم. سجلي الوقت الذي ستقومي فيه بمهمة معينة وضعي أصعب المهمات أو التي ستأخذ أطول زمن في بداية النهار. هناك قوة كبيرة تساعد إنجاز البرنامج عندما تسجلي تفاصيله على الورق في كلمات. ولكن يجب أن لا ينتهي التخطيط بمجرد كتابة قائمة بل يجب أن يصحبه التزام ببرنامج اليوم التالي وتحقيق البرنامج بغض النظر عما سيحدث حولك لاحقاً. ولتحقيق إنجاز عمل ما عليك أن تقرري متى وأين ستنجزيه وإلا فمن الأفضل محوه من القائمة.
كتاب The Power of Full Engagement لكاتبيه جيم لور وتوني شوارتز يصف دراسة عن مجموعة من النساء اتفقت على القيام بالفحص الذاتي للثدي خلال ثلاثين يوماً. تمكنت من القيام بالفحص 100 بالمائة من النساء اللاتي حددن أين ومتى سيقمن بالفحص. أما الباقيات اللاتي لم يحددن المكان والزمان مسبقاً فقامت 53% منهن فقط بإتمام الفحص!
إن تكرار هذه الطقوس اليومية في التخطيط يمدها بقوة دافعة تؤدي إلى إنجاز ما تخططي له. فعندما يتكرر القيام بالتخطيط والإلتزام بالمكان والزمان يوما بعد يوم تصبح نتائجه أمراً حاصلاً يوما بعد يوم فعندما تثبتي عزمك على القيام ببرنامج من المهمات وتذكري نفسك بهذا البرنامج لا يمكن تشتيت عزمك. هذا ببساطة كل ما في الأمر.
احترام المواعيد
عندما تعطي أو تأخذي موعد من أي كان إجعليه مقدساً فهل تعلمي أن عدم الإخلاف بموعد أعطيتيه من مكارم الأخلاق التي حث عليها الحديث النبوي؟ تصوري قبل 1433 سنة كان للمواعيد قيمة لدرجة أن نادى باحترامها نبي! واليوم، ويا للأسف، قد لا تجدي واحداً أو واحدة من مائة في بلادنا تعامل المواعيد باحترام أو جدية وأصبح تأخير ساعة أو حتى ساعات أو عدم الظهور بتاتاً شيئا عادياً مفروضاً عند الأغلبية. تعودي أن تسجلي مواعيدك في هاتفك الخلوي أو في أجندة صغيرة (أو كبيرة) وسجلي فيها المواعيد مسبقاً حتى لا تخونك الذاكرة.
ذكري نفسك في اليوم التالي بربط المنبه مثلا ليرن قبل الموعد المفروض أن تحضري نفسك له. إحسبي مسبقا كم تحتاجي من الزمن لإكمال هندامك ثم الوصول إلى المكان المطلوب تاركة زمناً إضافيا للأزمات المرورية ولا بأس من الوصول قبل الموعد فهذه فرصة لالتقاط أنفاسك أو ترتيب أفكارك قبل المقابلة أو الإجتماع أو لمجرد تصفح مجلة لذيذة قبل أن يحين دورك على كرسي مصففة الشعر!
التحضير للمقابلات
قبل مقابلاتك حضري ما تنوي التحدث عنه سواء عند الطبيب أو معلمة الأولاد أو حتى الميكانيكي والسباك. ما هي الأسئلة التي ترغبي طرحها والحصول على أجوبة لها؟ أكتبيها على ورقة لتساعدك أثناء المقابلة. ما هي المعلومات المطلوبة منك أنتِ…خذي بضع دقائق للتفكير وحضري أجوبة للأسئلة التي قد يسألها الطبيب مثلاً عن شكواكِ.
متى ظهرت؟ كيف يمكن أن تصفيها بدقة وتركيز…وصف الألم ومكانه مثلاً.
كم استغرقت من الزمن؟ هل صاحبتها أعراض أخرى؟
ما هي الأدوية الأخرى التي تتناوليها وجرعاتها؟ سجلي أسماءها الصحيحة بدقة.
ما هي الأمراض الأخرى التي تم تشخيصها عندك سابقاً؟ وما هي العمليات التي أجريت؟
ما هو تاريخ عائلتك الصحي؟ ما هي الأمراض المزمنة أو الوراثية عند الأقربين؟
رتبي نتائج فحوصاتك المخبرية وصور الأشعة وما إلى ذلك وخذيها معك إلى العيادة أو المستشفى.
تخطيطك في هذا المثال يؤتي أكله في حصولك على تشخيص أدق وعلاج أفضل من طبيبتك أو طبيبك. وينطبق المبدأ على نتائج أي مقابلة أو استشارة مع أي كان. ستحصلي على خدمة أفضل ونتيجة أدق في أي ظرف تم التخطيط له بالتفكير لبضع دقائق. حتى في الحديث العادي في زيارة اجتماعية أو حفل من الضروري التفكير لبضع ثوان قبل التفوه بجملة، وكم من موقف محرج أو سوء تفاهم حدث لأن الجملة خرجت قبل أن يأخذ العقل فرصة لضبط اللسان!
هل توافقي أن التخطيط مفيد أم تفضلي ترك الأمور لتحدث بشكل تلقائي؟ هل تحتفظي بأجندة لبرنامج يومك؟ كم كان عمرك عندما بدأتِ؟ ماذا تسجلي فيها؟ هل تفصلي أم توجزي؟ هل تظني أنها تساعدك في تحقيق ما تنوي؟ أخبرينا.. حنموت ونعرف بتفكري بإيه؟ أضيفي تعليق بالنقر على كلمة Comment في الأسفل فوق عنوان المقال التالي – “خمسة نصائح للتخفيف ….”.
—-————————————————————————————————————————————
ثلاثة أمور أساسية عليك امتلاكها قبل أن تبدأي رحلة الأمومة
لقد هيأت الإنترنت والمواقع الإجتماعية الإلكترونية فرصاً مفيدة وممتعة ووسائل سهلة وصديقة للمستخدمة تكاد تعطيها المعرفة والإرشاد بالملعقة (أو الشوكة والسكين) في حفل عشاء راقص. وقد غيرت فعلاً هذه الفرص حياة الناس. وأقصد هنا الناس الذين يسرعون بأيدي مفتوحة لتلقي ما يقدمه هذا العصر الذي حمل معه الثورات في مختلف الميادين … من ميدان العلم والثقافة إلى ميدان التحرير والياسمين. ولكن ما زالت الكثير من النساء تائهة تمشي في الميدان بدون سلاح. وقبل أن يساء فهمي بشكل خطير، أعني هنا بالسلاح الأدوات والمعرفة الضرورية للنجاح في أي دور تقوم به أي إمرأة عادية.
قبل أن يرفع الستار لتجدي نفسك في وسط المسرح تلعبين دور الأم الذي هو حقاً دور البطولة، عليك أن تحضّري استراتيجية واضحة حتى تنجحي في هذه المهمة. ولكي تصيبي عليك قبل كل شيء معرفة ثلاثة أمور لا جدال حولها:
اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.