هل للفحص اضرار على صحتي وهل يسبب الألم؟
نحن الآن في بداية تشرين الأول الذي هو في كل عام شهر التوعية باهمية فحص الكشف المبكر عن سرطان الثدي للوقاية من اخطار هذا السرطان على المرأة والعائلة والمجتمع. ولا اتردد في نصيحة كل امرأة للتوجه الى العيادات والمستشفيات للحصول على الفحص السريري ان كانت تحت الأربعين من العمر والحصول على فحص الثدي بالأشعة ان كانت فوق الأربعين عاماً.
وفقاً لأحدث البيانات المتاحة لعام 2023، يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في الأردن، ويمثل حوالي 40% من حالات السرطان المسجلة بين النساء. في عام 2020، تم تسجيل 11,559 حالة جديدة من السرطان في الأردن، منها نسبة كبيرة من حالات سرطان الثدي. هذا الرقم من المتوقع أن يرتفع إلى 21,509 حالة سنوياً بحلول عام 2040.
في شهر ايار من ٢٠٢٤ تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وما زالت شائعات عن ايقاف استعمال التصوير الشعاعي للثدي في سويسرا وكندا وايطاليا وسكوتلندا واستراليا ولكن مثل هذه الشائعات تظهر بين الحين والاخر منذ ٢٠١٤. ولكن الحقيقة ان برامج الفحص المبكر والماموغرام مستمرة في اوروبا بما فيها سويسرا وكندا واستراليا بل كانت توصيات المفوضية الاوروبية الى البدء في عمر ابكر (٤٥ عام) للكشف عن الحالات التي تظهر باكراً. وتختلف السياسات بين دولة واخرى من حيث السن الذي تتم تغطية تكاليف الفحص من برامج التأمين الصحي واحياناً هناك اختلاف بين مقاطعة واخرى مثل الحال في الاتحاد السويسري. فهناك ١٤ مقاطعة (كنتون) من ٢٦ في سويسرا حيث توجه دعوة لكل امرأة سويسرية فوق الخمسين سنة بالتقدم للحصول على ماموغرام كل سنتين. وهناك ٤ كنتونات اخرى في الطريق الى انشاء برنامج للفحص المبكر لسرطان الثدي.
اذاً ما زال التصوير الشعاعي للثدي مطلوباً وآمناً وتفند الهيئات العلمية المغالطات بشأن التشخيص الخاطئ في الماموجرام لوجود سرطان في الثدي وخطر زيادة ظهور حالات سرطان الثدي بعد الماموغرام او انتشاره بسبب الفحص الى باقي الجسم بعد الفحص بسبب التعرض للأشعة وخطر ضغط الثدي اثناء التصوير. فكل هذه الإدعاءات غير صحيحة والدراسة الوحيدة التي ذكرت ان ان حالات السرطان تزداد بعد التعرض لفحص الماموغرام قد كانت في ثمانينات القرن الماضي ولكن هناك عيوب في تصميمها واجراءاتها بحيث لا يمكن الاعتماد على نتائجها وحرمان النساء من فحص اثبت انه آمن وافضل وسيلة متوفرة لإنقاذ اعداد كبيرة من النساء. ويمكن زيارة الرابط التالي للتفاصيل. وفي المقابل هناك العديد من الدراسات والاحصاءات التي توصلت الى نتائج تبين انه آمن وله أثر واضح في التقليل من الوفيات وتحسين نوعية العلاج وتخفيف آثارة على المرأة.
نتائج فحص الكشف المبكر عن سرطان الثدي
- التقليل من الوفيات: تشير الدراسات إلى أن الكشف المبكر يمكن أن يقلل من معدل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و69 عاماً. دراسة نُشرت في مجلة The Lancet عام 2020 أوضحت أن الفحص الدوري أدى إلى خفض معدل الوفيات بنسبة تصل إلى 30% في بعض الفئات العمرية.
- تحسين فرص الشفاء: النساء اللاتي يتم اكتشاف سرطان الثدي لديهن في مراحل مبكرة (المراحل 0 و1) لديهن فرصة بقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بنسبة تزيد عن 90%. بالمقارنة، إذا تم اكتشاف السرطان في مرحلة متقدمة (المرحلة 4)، فإن هذه النسبة تنخفض إلى حوالي 27٪.
- زيادة خيارات العلاج: الكشف المبكر يعني أن السرطان غالباً ما يكون أصغر حجماً ولم ينتشر إلى مناطق أخرى، مما يزيد من خيارات العلاج ويقلل من الحاجة إلى العلاجات الجذرية مثل استئصال الثدي الكامل أو العلاجات الكيميائية القوية. النساء اللواتي يكتشفن السرطان في مراحله الأولى يمكن أن يخضعن لعمليات جراحية محدودة، مما يقلل من الآثار الجانبية الجسدية والنفسية.
- التكاليف الاقتصادية: على الرغم من أن الفحص المبكر يتطلب استثمارات في البنية التحتية والخدمات الصحية، إلا أنه يوفر على الأنظمة الصحية تكاليف العلاج المعقدة والمكلفة في مراحل متأخرة من المرض، حيث يتطلب السرطان المتقدم علاجات مكثفة مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي.
تؤكد الأرقام على أهمية الكشف المبكر في تقليل الأعباء الصحية والنفسية والاقتصادية المرتبطة بسرطان الثدي، مما يعزز فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة. كما انه فحص سريع وبسيط ومحتمل من غالبية النساء فالضغط على الثدي الضروري لمد انسجة الثدي لرؤية اوضح لطبقاته قد تعتبره بعض النساء وليس كل النساء مزعجاً ولكنه سريع ومؤقت ولا يستاهل المبالغة لمنع النساء من الاستفادة من فرصة انقاذهن والمحافظة على صحتهن للتمتع بحياة جميلة وبقائهن في ادوارهن الضرورية لكل عائلة ومجتمع.
اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.