في عز الشباب لا تفكر المرأة كثيراً كيف ستكون قدراتها العقلية عندما تصل الى مرحلة متقدمة من كبر السن. نرى ضعف القدرة الذهنية عند الجدات والأمهات ونلاحظ كيف يفقدن قدرة التركيز والتذكر ويحترن في أبسط القرارات ولا نتصور أنفسنا مكانهن. للأسف، استطيع ان أوكد لك أننا جميعاً بدورنا سنتأثر بنتائج تضاؤل قدراتنا الذهنية في المستقبل.
حماية القدرة الذهنية
أما الخرف فهو درجة أشد من ضعف القدرة الذهنية. وقد اظهرت الدراسات انه يحدث لأعداد أقل كلما زاد عدد سنوات التعليم العالي. لا يحمي التعليم العالي الجميع حتى النهاية ومتى وصلت المرأة الى هذه الدرجة فلن تحصنها درجتها العلمية. ولكن التعليم المتقدم يساعد على التخفيف من تأثير التضاؤل التدريجي المحتوم للقدرة الذهنية على الحياة اليومية لأنه يبني رصيد أكبر لقدرات المرأة الذهنية مثل رصيد البنك الكبير الذي يأخذ وقتاً أطول قبل النضوب. ومن الطرق التي تساعد على بناء القدرات الذهنية لتدوم لمدة أطول ما يلي.
تعلم لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقية
نفس مبدأ بناء الرصيد الذهني يؤخر حدوث الخرف عند تعلم مهارات مركبة جديدة سواء كانت لغة جديدة او عزف آلة موسيقية. فبناء الرصيد مهم لتأخير عملية النضوب الكلي بعد أن تبدأ القدرة الذهنية في التضاؤل الحتمي.
القراءة ولعب الشدة والكلمات المتقاطعة
قد لا تتمكن كل النساء من الحصول على التعليم العالي ولكن حب القراءة وممارستها ولعب الشدة وحل الكلمات المتقاطعة في جريدتك اليومية قبل تقدم السن هي حركات تبني رصيدك الذهني وتؤخر ضعف القدرة الذهنية وظهور الخرف.
شبكات الأصدقاء المتينة تحمي من ضعف القدرة الذهنية مع السن
قد لا تميل كل النساء الى القراءة او الدراسة. ولكن لأغلب النساء موهبة خاصة تميزها على الرجال مثلاً وهي التواصل مع الأهل والقدرة على بناء الصداقات المتينة. وقد وجدت البحوث ان هذه الشبكة الإجتماعية التي تنشئها النساء بشكل تلقائي تؤخر ظهور الخرف لديهن.
مع أن هذه النشاطات تؤخر ظهور الخرف الا انها لا تقلل من سرعة تطوره متى أعلن عن نفسه. وما زال العلم يحاول فهم علاقة هذه النشاطات بضعف القدرة الذهنية مع السن. وحتى يزف وقت نفهم فيه العملية بتفاصيلها ننصح الجميع ببناء رصيد ذهني عالي قدر الإمكان. ومن الطرق المعروفة لبلوغ هذا الهدف تنشيط عقولكم واشغالها بالتواصل مع الأصدقاء وتعلم المهارات الجديدة والإطلاع بقراءة الكتب والجرائد وزيارة المتاحف.
الرياضة
ان الرياضة عامل آخر مهم في تأثيره على تغيرات الدماغ مع السن. فقد وجدت دراسة حديثة ان فرصة ظهور الخرف لدى من يمضون وقتاً طويلاً بالجلوس تساوي فرصة من يحملون خللاً في الجينات يزيد من فرصة الإصابة بمرض ألزهايمر. قد تكون علاقة الرياضة بتأخير الخرف نابعة من صحة القلب التي تشكل الرياضة احدى دعاماتها. فالدماغ بحاجة الى قلب قوي يضخ الدم ليغذي اعصاب الدماغ ويحافظ على اتصال الأعصاب ببعضها. ومما يدعم هذه النظرية ان العوامل التي تزيد فرصة ظهور امراض القلب هي نفسها التي تزيد فرصة الاصابة بالخرف مثل ارتفاع الضغط والكوليسترول والسكري.
في الواقع يجب الإهتمام بأكثر من عامل — الرياضة والتغذية الجيدة والنوم الكافي والمحافظة على الصديقات والعلاقات مع الأهل وتشغيل الدماغ. إذ يبدو أن هذه العوامل مجتمعة تساعد كبار السن في موضوع ضعف القدرة الذهنية.
اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.