تمارة في الأربعينات وهدى في السبعينات ولكن عندهما الشكوى نفسها وهي كثرة التبول والرحلات إلى الحمام نهاراً وليلاً وعدم القدرة على الإنتظار بعد الشعور بالرغبة بالتبول ونزول كمية من البول أحياناً قبل الوصول (السلس البولي). هذه ليست مشكلتهما وحدهما إذ يعاني أكثر من 16% من الناس من نفس الأعراض وسبب المشكلة توتر المثانة overactive bladder التي تزيد أعراضها مع تقدم العمر.
إذا كنت ممن يعانون من هذه المشكلة فلا داعي للإستمرار بصمت. فنحن نعلم أنها مشكلة محرجة ولها تبعات مثل التوتر النفسي أو حتى أعراض الإكتئاب بسبب الحرج أو الإزعاج الناتج عن تغير أسلوب الحياة بسبب تكرار الأعراض أو بسبب المشاكل المادية الناتجة عن زيادة المصاريف التي تتضمن ثمن الفوط الصحية الخاصة بالسلس البولي وأحياناً المشاكل الصحية الجلدية الناتجة عن الرطوبة المستمرة. زوري طبيبك أو طبيبتك وتحدثي عن المشكلة وستقوم الطبيبة بفحص طبي ثم تطلب منك في الأيام التالية تسجيل كميات المشروبات وكميات البول وعدد حوادث السلس ودرجته. ثم ستطلب فحصاً مخبرياً للبول لاستبعاد الإلتهاب البولي ووجود الدم في البول. فإذا كانت النتائج طبيعية يمكنك بدء العلاج في الحال.
ستة تغييرات في السلوك واسلوب الحياة للسيطرة على توتر المثانة
1- تدريب المثانة كي تصمد مدة أطول وذلك عبر القيام بالتبول إرادياً حسب جدول محدد وزيادة المدة تدريجياً بين مرات التبول.
2- إختصار تناول السوائل بحيث لا تتجاوز لتر إلى لتر ونصف كل 24 ساعة.
3- الإمتناع عن بعض المشروبات التي تثير المثانة مثل الكافين والمشروبات الغازية والكحول.
4- تخفيف الوزن (إذا كان زائداً).
5- الإنتباه إلى تجنب بعض المأكولات الحراقة والحامضة التي قد تغير درجة حامضية البول وتزيد من توتر المثانة.
6- القيام بتمارين لتقوية عضلات قاع الحوض.
قد لا تحتاج كثير من النساء إلى تناول أية أدوية إذ تتحسن الأعراض بعد الإلتزام بتدريب المثانة وإجراء بعض التعديلات على أسلوب الحياة. ولكن قد تساعد الأدوية أحياناً على الحصول على سيطرة أكبر على المشكلة إذا كانت مطلوبة.
علاج السلس البولي بالأدوية
تعمل الأدوية على منع الأعصاب من قبض عضلة المثانة وذلك عبر معاكسة أسيتيل كولين acetylcholine وهو الناقل الكيماوي بين نهايات الأعصاب وعضلات المثانة. وهناك عدة أدوية بعضها قصير المفعول ويؤخذ مرتين أو أكثر يومياً، وبعضها طويل المفعول يؤخذ مرة واحدة فقط وتؤثر هذه الأدوية بدرجة متفاوتة على أجهزة أخرى في الجسم مما يسبب ظهور بعض الأعراض الجانبية عند بعض الناس وأكثرها شيوعاً جفاف الفم. وقد يحتاج الأمر تعديل جرعة الدواء في الأسابيع الأولى من استعماله للوصول إلى جرعة فعالة مناسبة مع أقل الأعراض الجانبية.
ومن الأدوية الشائعة لهذا الغرض أوكسي بيوتينين oxybutynin وتولتيرودين tolterodine كما أن هناك أنواع جديدة مثل سوليفيناسين solefenacin وداريفيناسين darefenacin.
بدائل العلاج الأخرى للسلس البولي
قد لا تستجيب بعض الحالات الصعبة إلى الأدوية فيتم اللجوء إلى اساليب أخرى وهي (1) إثارة العصب كهربائياً بواسطة مولد كهربائي صغير يزرع في الجسم، (2) حقن بوتوكس في عضلة المثانة، (3) عملية جراحية تتطلب قص جزء من الأمعاء الدقيق ووصله بجدار المثانة لزيادة استيعاب المثانة لكمية أكبر من البول.
اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.