يكثر الحديث عن السعادة وكيف نطالها وننعم بها. ويبدو لي ان كل مجلة او صحيفة او موقع الكتروني اتصفحه يحرص على افراد مساحة للحديث عن هذا الموضوع في هذه الايام. وهناك في رايي ما يبرر ذلك، فلو نظرنا الى حال البشر هذه الايام لوجدنا ما لا يبعث على الراحة. يبدو ان الاحساس بالسعادة او على الأقل السلام الداخلي يبتعدان اكثر فاكثر عن نفوس الناس. ويعتقد الكثيرون مخطئين ان سبب السعادة والتعاسة هو الآخرون او الحالة المحيطة بهم، اي في كلمات اخرى، يعتقدون أن السبب هو ما يحدث في الخارج. ولكن كم تبعد الحقيقة عن ذلك، فمصدر السعادة هو ما يدور في داخلك من افكار وانفعالات تؤثر على ما يصدر عنك من افعال تؤدي بدورها الى ظهور المزيد مما يشبهها في حياتك، فليس لاحد القدرة على اتعاسِك سواك. ان الحزن او الشعور بالهزيمة وصغر القيمة هي مشاعر وافكار تصنعيها بنفسك عندما تعطي وزنا وقوة لكلمات ناقدة او رأي لاذع صادر عن شخص ما في محيطك، اكبر من ايمانك بقيمة وغلاوة النفس التي بداخلك. ان اقوى ما يمكنك تقديمه لنفسِك هو ان تسامحيها وتتعاطفي معها وتحبيها فهي أغلى مما قد تعتقدين على الرغم من كل ما يصدر عنها او يدور حولها.
وسأسرد لك هنا ثماني نصائح تصدر مراراً وتكراراً عن السعداء الذين اكتشفوا أسرار السعادة، وهي في متناول يد جميع الناس وأنتِ منهم- صدقيني!
عيشي حاضرك وانسي الماضي— تذكري هذا كثيراً، فالماضي قد انتهى مثل حلم الليلة الماضية، فلا تدعيه يبقى معك في باقي ايامك لينمو ويزداد ثقله فينهكك. هذا هو التعامل الأسلم مع الماضي، فلا فائدة من إحيائه لانه كالغبار لا ينفع في شىء سوى تعتيم الجو ونزع بريق ألوان الحاضر التي تُقبل الحياة مرتدية أثوابه.
اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.