هل المبيدات على الخضار والفواكه تؤذي صحتي؟

هل المبيدات على الخضار والفواكه تؤذي صحتي

ان زيادة المحاصيل الزراعية امر مطلوب في ظل الزيادة المضطردة في عدد سكان الكوكب. ولا يمكن زيادة المحاصيل عبر زيادة مساحة الاراضي الزراعية فقط، بل بزيادة كمية الحصاد من نفس الارض وتكرار زراعة المحاصيل اكثر من مرة بالسنة على نفس الارض. وكي نحصل على هذه الزيادة يجب تقليص الاضرار التي تصيب المحاصيل ويقع الجزء الاكبر من هذه المهمة على عاتق المبيدات الكيماوية التي تستعمل ضد الحشرات والفطريات والاعشاب الضارة.

ان المبيدات الزراعية قادرة على احداث الضرر على صحة الانسان ولكنها معنا في غذائنا وبيئتنا سواء رضينا ام ابينا لانها ضرورية لحماية المزروعات وزيادة المحاصيل. ويعتمد مقدار الضرر الذي تحدثه على الجرعة او الكمية التي يتعرض لها الانسان والطريقة التي تصل فيها اليه، اي هل هي عبر التنفس او الابتلاع او بالملامسة. وهناك منا من يتأثر اكثر من غيره بالمبيدات مثل الاطفال والحوامل والمرضى وكبار السن.

تحديد الكميات الآمنة من المبيدات ومراقبة المزارعين

هناك هيئات عالمية واهمها تلك التابعة لمنظمة الامم المتحدة، واجبها تحديد الكميات الآمنة التي يمكن للناس التعرض لها من المبيدات يومياً وعلى مدى حياتهم بحيث لا تؤثر سلبياً على صحتهم. وتلتزم الحكومات عبر العالم بغض النظر عن وضعها الاقتصادي، عبر توقيع اتفاقيات عالمية مشتركة، بمراقبة المزارعين وكل من لهم دور في انتاج الأغذية والتاكد من عدم استعمالهم لكميات عالية من المبيدات وعدم لجوئهم الى المبيدات التي حُرّمت عالمياً بسبب ارتفاع درجة سمّيتها او بقائها لسنوات طويلة في التراب والمياه قبل ان تتحلل، مثل المبيدات الرخيصة القديمة واشهرها دي دي تي DDT. ان النسب المسموح بها لوجود المبيدات على الخضار والفواكه اقل مائة الى ألف مرة عن نسبة التركيز التي تسبب اعراض مرضية لدى الانسان.

أثر المبيدات على صحة الانسان

هناك عدة دراسات حول تاثير المبيدات على صحة الانسان ولكن من المهم التفريق بين اثر المبيدات على من يتعامل معها في عمله او يتعرض لها في اماكن العمل او الدراسة او المنزل وبين اثرها على من يتناول كميات صغيرة من المبيدات مع طعامه. ولكن اغلب الدراسات لم تذكر كيف حدث التعرض للمبيد او هل كانت على ناس تعرضوا بالخطأ الى نسب عالية. وقد استنتجت مراجعة لعدة ابحاث ان احتمال الاصابة بالسرطان نتيجة تناول الكميات الصغيرة الموجودة من المبيدات على الخضار والفواكه على مدى عمر الانسان العادي تقل عن واحد بالمليون اي انها نسبة منخفضة جداً.

قد يسبب التعرض للمبيدات تهيج الأغشية في العيون والرئتين والجلد ولكن هناك ايضاً مشاكل اكثر خطورة مثل:

  • السرطان: فقد وجدت دراسات علاقة بين التعرض للمبيدات والاصابة باللوكيميا لدى الاطفال وهو نوع من سرطانات الدم بالاضافة الى سرطان الدماغ والليمفوما بالاضافة الى سرطان الثدي وسرطان الجلد ميلانوما. وقد قامت دراسات بفحص العلاقة مع سرطان البنكرياس والكبد والبروستاتا. هذا ولم تجد اي دراسة زيادة في حالات السرطان بسبب الكميات الصغيرة من المبيدات الموجودة على الخضار والفواكه.
  • التأثير على الجهاز العصبي: فتعرض الأجنة والاطفال للمبيدات حسب بعض الدراسات له علاقة بمعاناتهم من مشاكل سلوكية لاحقاً وتأخر في تطور قدرات الجهاز العصبي والحركي. كما انه من المعروف ان المزارعين ممن تعرضوا لانواع معينة من المبيدات تزداد لديهم فرصة الاصابة بمرض پاركنسون، وهو مرض عصبي، بمقدار ٧٠٪‏.
  • احداث خلل في الهورمونات: اذ تؤثر بعض المبيدات بشكل سيء على عدة هورمونات واهمها هورمون إستروجن بالاضافة الى هورمونات الغدة الدرقية والهورمونات الذكرية ايضاً. وتؤثر هذه الهورمونات بدورها على خصوبة الانسان.

ما يمكننا عمله كمستهلكين لحماية انفسنا؟

يضعف تركيز المبيدات بمرور المحاصيل بمراحل الحصاد والنقل وتعرضها للضوء ثم بعد غسلها وطبخها في بيوتنا. وتنصح هيئات بيئية بتناول الخضار والفواكه العضوية organic foods اذا امكن. وقد يعتقد البعض ان تناول الخضار والفواكه العضوية ينهي مشكلة المبيدات ولكن في الواقع هذا كلام غير دقيق فقد اظهرت تقارير ان ٢٣٪‏ من عينات الاغذية العضوية التي خضعت للفحص احتوت على بقايا للمبيدات. ويستخدم المزارعون المنتجون للخضار والفواكه العضوية ما يعرف بالمبيدات العضوية وهي التي تتواجد في الطبيعة بشكل تلقائي ولكن هذه المبيدات ليست بالضرورة اكثر اماناً من المبيدات الصناعية. وتحتوي المحاصيل العضوية على نسب اقل من المبيدات الصناعية ولكن نسب اعلى من المبيدات العضوية. وفي نهاية الامر تعتبر الفئتين من المبيدات آمنة اذا استعملت حسب الاصول وكانت كمياتها منخفضة.

حيث اننا لا نضمن عدم تعرضنا للمبيدات فيما نتناوله من خضار وفواكه يجدر بنا محاولة التقليل من كمية ما نتعرض له منها ومعرفة ما هي انواع الخضار والفواكه الاكثر احتواءاً لها اذ تستعمل المبيدات على محاصيل معينة اكثر من غيرها كما تؤثر طريقة معالجة الخضار والفواكه مثل تشميعها بعد قطفها على بقاء المبيدات عليها. ومن المحاصيل الاكثر احتواءاً على المبيدات الفراولة والتفاح والكرز والدراق والنكتارين.

ان غسل الخضار والفواكه بماء الحنفية الجارية واستعمال فرشاة الخضار لفركها يتخلص من ٦٠ الى ٧٠٪‏ من كميات المبيدات الموجودة عليها. ولا تنفع الغسولات المخصصة للخضار والفواكه في ازالة المبيدات اكثر من ماء الحنفية كما ان هذه الغسولات مواد كيماوية تشكل مصدر آخر للكيماويات في طعامنا اذ انها تلتصق بدورها بالخضار والفواكه.

تضاف طبقة تسمى بالشمع على بعض انواع الفواكه مثل التفاح والبرتقال والحمضيات الاخرى. ولا ينفع غسل هذه الفواكه تحت ماء الحنفية في التخلص من المبيد الموجود لأنه قد يكون قد بقي على الثمار تحت طبقة الشمع. وقد يكون من الافضل تقشير مثل هذه الثمار قبل اكلها للتخلص من المبيد الموجود في قشرتها.


اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيِك؟ هل لديك تعليق؟

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.