نعلم ان التدخين قاتل ولكن تستمر الشعوب في هذا السلوك بنهم أحياناً . هناك ٢٤ بلد في دراسة حديثة شملت ١٢٦ دولة منها الأردن نشرت في مجلة لانسيت Lancet الطبية العريقة زاد فيها عدد المدخنين بين ٢٠٠٥ و ٢٠١٥ . ولن تستغربي على ما أعتقد عندما أخبرك أن ٢٢ بلد من هذه الدول الاربعة وعشرين موجودة في المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط وافريقيا .
هل من المهم منع السبب في خمسة ملايين وفاة سنوياً ؟ هناك اسباب كثيرة لوفاة البشر، وبعضها قابل للمنع . ولكن بعد خمسين عاماً من العلم بأن التدخين قاتل يبقى هو السبب الأول للوفيات القابلة للإيقاف والمنع . لماذا ؟
هذه المعلومات أثارت فضول مجموعة من الأطباء فبحثوا عن مدى التزام الحكومات بتنفيذ خمسة وسائل طلبت منظمة الصحة العالمية من حكومات العالم الإهتمام بتطبيقها بحزم لحماية شعوبها من هذا القاتل المتسلسل . واستنتجت الدراسة أن الحكومات ليس لها الا ان تلوم نفسها بعد ان وجدت ازدياد عدد المدخنين فيها أو انخفاضه بنسب هزيلة مخجلة تقارب ٣٪ في المعدل .
التدخين قاتل ولكن هناك طرق فعالة للحد منه
توصيات منظمة الصحة العالمية حول الوسائل الفعالة في الحرب على التدخين هي كما يلي .
– رفع نسبة الضرائب على السجائر خاصة المشهورة بحيث تصل الى أكثر من ٧٥٪ من سعر بيعها للمستهلك .
– منع الدعاية والإعلان عن السجائر في جميع الوسائل بما فيها لوحات الإعلان في الشوارع والخصومات الموسمية ورعاية شركات الدخان للنشاطات التي تقام في المجتمع .
– فرض أماكن ممنوع فيها التدخين .
– توفير برامج للمساعدة على منع التدخين .
– فرض ملصقات تحذيرية على علب السجائر والتبغ تظهر بوضوح خطر التدخين على الحياة .
من المضحك أن الضرائب العالية على السجائر هي أنجع طريقة لتخفيض عدد المدخنين بسرعة خاصة في البلدان الفقيرة ولكن هذه السياسة لم تمارس بشكل كبير خارج أوروپا مع بعض الإستثناءات . وهناك بلاد قليلة جداً في الشرق الأوسط وإفريقيا قامت بفرض ولو واحد من القوانين بدرجة من الحزم طالبتها بها منظمة الصحة العالمية . والنتيجة هي فشلها في حماية مواطنيها من خطر كبير يداهم حياتهم في السلم والحرب .