رن جرس التلفون في العيادة. على الخط كانت صبية بتطلب تعرف عالتلفون شو الفحوصات المطلوبة بالمختبر للهورمونات عشان تعملها قبل ما تيجي تنفحص بالعيادة لأنها ما بدها تيجي مرتين. قالت دورتها ما بتيجي.
انتهى حديث هالصبية وسكتت بانتظار الإجابة وكانت بدها تسمع تشخيص وقائمة بفحوصات الهورمونات المطلوبة.
شو رأيك في هادا السيناريو؟
في اللحظة الأولى يمكن تلاقي هالطلب معقول بس لما تعرفي أكتر بتكتشفي إنه مش بصالحها ومش مفيد.
الأسباب في قلة فائدة الإستشارة السريعة على التلفون
— يطلب الأطباء الفحوصات المخبرية اللازمة لكل حالة حسب خصوصياتها وتفاصيلها.
— في حالة صديقتنا في هذه الإستشارة السريعة على التلفون هناك أسباب متعددة لغياب الدورة فقد تكون بالمبيض أو بالغدة النخامية أو بالهايپوثلامس أو الغدة فوق الكلوية او الدرقية ولكل غدة هورموناتها الخاصة بها. وقد تكون المشكلة ليست في الهورمونات على الإطلاق بل في الرحم أو المهبل وقد تكون بالجينات. فهل فعلاً ترغب في القيام بالعشرات من الفحوصات المكلفة جداً قبل ان ترى الطبيب أو الطبيبة.
— لا يمكن تشخيص الأمراض في مكالمة عابرة على التلفون. فهناك حكمة في الخطوات الطبية المتبعة منذ الأزل في المعالجة الطبية. وتبدأ الخطوة الأولى بمقابلة المريضة والتعرف عليها ثم الإستماع الى شكواها ثم طرح عدد من الأسئلة المحددة التي تهدف الى التمييز بين الأسباب المحتملة لمشكلة المريضة. قد تكون الأسئلة كثيرة ومفصلة وبحاجة الى الدقة والانتباه من الطرفين – المريضة والطبيبة. ويجب أن تتم الأسئلة والأجوبة بروية وتركيز. والحاصل أن العيادة مشغولة بمرضى آخرين موجودين فيها ويتحدثون هم بدورهم مع الطبيب في نفس الوقت.
— بعد الحديث يبدأ الفحص السريري للبحث عن إشارات وعلامات ضرورية لبناء التقييم حول الأسباب المحتملة للمشكلة التي تم التعرف عليها بالتفصيل أثناء الحديث. وقد تكون بعض العلامات مفاجئة للمريضة ولم تنتبه لها سابقاً.
— وفي النهاية يأتي دور الفحوصات التي قد تكون مخبرية مثل قياس الهورمونات المناسبة وقد تكون شعاعية (أو بالألتراساوند) ولا يطلب الأطباء الفحوصات جزافاً بل تكون بناءاً على ما سمعوه وشاهدوه بعد الحديث والفحص السريري.
هل تُفهم الكلمة اذا كتبتيها ابتداءاً من آخر حرف فيها. أظن أن أغلبنا لن يفهمها. وهكذا الحال في قصة المرض والعلاج. لذلك اذا أردتِ العلاج النافع استعملي التلفون لحجز الموعد فقط ثم زوري أطبائك وأعطي نفسك ما تستحقها من اهتمام طبيبتك أو طبيبك الحصري بك أثناء الزيارة ودعي الأمور تتم حسب المنهج السليم الذي هو ضروري لسلامتك وشفائك قبل كل اعتبار.
إليك بعض الإرشادات العملية كي تستفيدي أكثر ما يمكن من زيارتك لطبيبتك أو طبيبك من أول إلى آخر ثانية. اضغطي على الزهرة الحمراء.
صحتك هي الهدف! إنها الهدف لفريق متكامل أنت أهم فرد فيه. لذلك احرصي أن تكوني عضو فعال منظم في فريقك كي تتمكني من الحصول على أفضل ما لدى باقي أعضاء الفريق من علم وفن وتميز لخدمتك، وحققي غايتك ألا وهي الصحة والعلاج.
احجزي موعد
لا تذهبي إلى عيادة الأطباء بدون موعد. أعلميهم برغبتك في زيارتهم واعطيهم الفرصة كي يحضروا لهذه الزيارة ليقدموا لك أفضل ما عندهم وكل ما تستحقي. احرصي على الحجز قبل أسابيع أو أيام، فهذا يمكنهم من استقبالك في الوقت الأنسب لبرنامجك أنت، كما أنه ضروري وأساسي لتنظيم العيادة حتى تحصل كل زائرة أخرى على نفس الدرجة من الإهتمام والعناية مثلك. فأنت في أعماقك تحبين الخير لنفسك ولكل أخواتك واخوتك من البشر.
احرصي على الالتزام بالموعد وتجنبي تغييره الا عند الضرورة الملحة.
اذهبي إلى الموعد في الوقت المحدد فهذا أمر في غاية الأهمية، فيه فائدة وراحة لك، قبل ولكن مع كل الناس. فلو التزم الجميع بالمواعيد المحددة ما اضطر أحد للإنتظار ساعات في غرف الإنتظار.
أظهري تميزك في الذوق وحسن التصرف بأن تقومي بالإتصال هاتفياً إذا جد أمر يمنعك من الذهاب حسب الموعد. قومي بهذا في أبكر وقت ممكن حتى تتمكن مريضة أخرى بحاجة لرؤية الأطباء من الحصول على الموعد في مكانك.
إن سر نجاح أي إنجاز هو التحضير والإستعداد. وزيارة الأطباء لن تشذ عن القاعدة. فكي تنجح الزيارة من تحقيق الغرض منها، ألا وهو تشخيص حالتك بدقة والإجابة على كل أسئلتك وعلاجك بنجاح، من الضروري أن تحضري لها عبر التفكير المسبق بما ستقوليه وما ستسأليه. إذاً.. حضري مسبقاً أسئلتك وأجوبتك على أسئلة الأطباء.
– استعيني بالقلم والورقة وسجلي مشكلتك التي من أجلها طلبت رؤية الأطباء. أما إن كان عندك أكثر من مشكلة فرتبيها بالتسلسل حسب أهميتها.
– صفي الأعراض بالتفصيل–متى بدأت وما شدتها وكم تستمر. وماذا يسبب ازديادها سوءاً أو يخفف من حدتها.
– إذا كنت حامل فمن الضروري أن تذكري تاريخ اليوم الأول لآخر طمث (دورة شهرية). وننصح كل إمرأة أو صبية بالتعود على تسجيل تواريخ كل دورة طمث شهرية في مفكرتها أو على روزنامة الحائط. ومن المهم تحديد عدد أيام الطمث أو الحيض، ثم المدة المعتادة قبل نزول الطمث في المرة التالية.
– حضري قائمة بأسماء الأدوية الي تتناوليها والفيتامينات والأعشاب والأسباب التي من أجلها تشربي هذه الأدوية. ولا تنسي الجرعة وكم مرة تتناوليها في اليوم.
إليك بهذه الفكرة التي ستوفر عليك الكثير من العناء: احتفظي بقائمة تقومي بكتابتها وتحديثها حسب الحاجة، واصطحبيها عندما تزوري الأطباء. وفي هذه القائمة اذكري:
♦ أسماء الأمراض والإصابات التي شكوت منها في حياتك.
♦ اسباب إدخالك إلى المستشفى في السابق.
♦ اسماء الأدوية التي تتناوليها حالياً وسابقاً.
♦ الأدوية والأطعمة التي سببت لك الحساسية سابقاً.
♦ طبيعة نظامك الغذائي والنشاط الرياضي.
♦ أي عادات غير صحية مثل التدخين وتناول الكحول والعقاقير الخطرة.
♦ أي ضغوطات نفسية في عملك وبيتك وأي تغييرات كبرى في حياتك.
♦ المطاعيم التي أخذتيها.
♦ تاريخ العائلة المرضي ويشمل العمات والخالات والأعمام والأخوال وأبناءهم وبناتهم والأجداد بالإضافة بالطبع إلى الوالدين والإخوة والأخوات وأبنائهم وبناتهم.
– أحضري معك أية تقارير سابقة طبية أو مخبرية أو أشعة إلى العيادة.
– اصطحبي أحد أقاربك أو قريباتك للمساعدة في تذكيرك عما قد يغيب عن ذاكرتك، واختاري من تثقي بمحبتهم واخلاصهم لك ومن لا تمانعي في أن يطلعوا على تفاصيل شخصية عنك قد يتم ذكرها أثناء الزيارة.
– أتركي الأطفال في المنزل وحاولي الترتيب لتواجد إحدى القريبات أو الصديقات للإعتناء بأطفالك في البيت أثناء زيارتك للعيادة، ولكن إذا اضطررت إلى اصطحابهم، اطلبي من إحدى القريبات مرافقتكم للإعتناء بالأطفال أثناء تواجدهم في العيادة وغيابك عنهم في غرفة الفحص.
كيف تحاوري الأطباء
حضري أسئلتك وأجوبتك مسبقاً كما ذكرت، واصطحبي أسئلتك معك. أخبري الأطباء عن شكواك بدقة وتركيز وصراحة، وأجيبي على أسئلتهم بنفس الطريقة، فكلما أعطيت معلومات أدق وأوفى كلما تمكن الأطباء من فهم مشكلتك بشكل أفضل وأدق وعلاجك بنجاح.
احرصي على فهم ما يقوله الأطباء لك، وسجليه كتابة إذا لزم الأمر. احصلي على معلومات وافية عن التشخيص والعلاج والخيارات البديلة. وقد يساعدك بعض الأسئلة التالية، إن لم تكوني واثقة من فهمك لحالتك:
– هل هناك من سبب لمرضي؟
– ماهي العلاجات المتوفرة؟
– ما ميزات ومساوىء العلاجات المختلفة؟
– هل سيكن لها تأثير على طبيعة حياتي؟ وكيف؟
– ما أسباب طلب الفحوصات أو الإجراءات أو العمليات الجراحية؟
– ماذا تستدعي هذه الفحوصات والإجراءات من تحضيرات مسبقة من طرفي؟
– كيف أحصل على نتائج الفحوصات؟
– هل علي أن أتوقع أي أمور أو أعراض جانبية بعد العلاج أو الإجراء؟
– كم أحتاج من الوقت للعودة إلى طبيعتي بعد العملية أو الإجراء الجراحي؟
– أسماء الأدوية الموصوفة وكيف أتناولها-قبل أو بعد الطعام؟ كم مرة في اليوم وما مدة تناولها؟ وما جرعتها؟
– ما هي الأعراض الجانبية الممكنة؟ وكيف أتصرف إن ظهرت؟ وهل تتعارض الأدوية الجديدة مع الأدوية الأخرى التي أتناولها؟
مدة الإستشارة محدودة، ومن المعتاد أن يلتزم بها الطرفان، ولكن إن انتهى الوقت وكانت لديك المزيد من الأسئلة، فما عليك إلا إعلام الأطباء بذلك وطلب موعد آخر كي تكملي حديثك.
بعد الزيارة
بعد زيارة الأطباء إحرصي على الحصول على كل المعلومات المتوفرة حول مرضك عبر قراءة كتاب أو نشرات صحية أو عبر الإنترنت، إذ أنك ستفهمي نصائح الأطباء بشكل أكبر إذا كان اطلاعك حول الموضوع أعمق. هذا بالإضافة إلى أن المعلومات الإضافية ستساعدك على اتخاذ القرار الأنسب حول الإختيارات المتوفرة أمامك في أنواع العلاج والجراحة.