أرشيف الوسم: الطلاء الدهني

ماذا يحمي جلد طفلك أثناء بقائه مغموراً بالسائل الأمنيوسي في الرحم

لا بد وأنك قد لاحظت مرات ومرات كيف “يكرمش” الجلد على اصابعك بعد حمام طويل بالماء الدافىء. إذاً كيف يتحمل الجنين البقاء ٢٦٦ يوماً وهو معدل طول مدة الحمل من الإخصاب الى الولادة، مغموراً كلياً في سائل على درجة عالية من القلوية alkaline وهو السائل الأمنيوسي. إنه قدر كل جنين وهو من المفروض أن يكون أمر صعب على جنين ما زال جلده في غاية الرقة والشفافية وهو أضعف كثيراً من جلد المولود الحديث. ولو ترك جلد الجنين بدون حماية تحت هذه الظروف لتشقق ثم تيبس وامتلا جراحاً بعد ان امتص الماء الى درجة الاشباع ليصبح مثل ورق السبانخ المجمد بعد اخراجه من الفريزر وتذويبه. 

ولكن لماذا لا يحدث هذا السيناريو في الرحم؟ الجواب هو أن الجنين متأقلم بشكل فريد مع هذه الظروف، فالغدد الزيتية في جلده تنشط منذ الثلث الثاني من الحمل. ومكان هذه الغدد هو في قاعدة بصيلات الشعر وهي نفس الغدد التي تستمر في نشاطها طيلة حياة الإنسان فتفرز المادة الدهنية التي ترطب البشرة والشعر، ولكن يخف نشاطها بعد ولادة الجنين وتدريجياً مع العمر. والنشاط الزائد لهذه الغدد في الاشهر الاولى من الحياة هو السبب في تلك القبعة الزيتية من القشب والتي تظهر على فروة رأس كثير من المواليد.

الطلاء الدهني يحمي جلد الجنين

في داخل الرحم تمتزج الافرازات الدهنية مع الخلايا الميتة على سطح جلد الجنين وتشكل طبقة من مادة دهنية كالمرهم او الجبنة تسمى الطلاء الدهني vernix caseosa. وتحمي هذه المادة بشرة الجنين طيلة وجوده في داخل الرحم وقد تكون عامل يساعده على الإنزلاق عبر فتحة الرحم والقناة المهبلية الى الخارج في يوم ولادته.

ويغطي الجنين بعد منتصف الحمل شعيرات مثل الزغب تساعد الطلاء الدهني على البقاء في مكانه ملتصقاً بالجلد. وفي العادة يتساقط الزغب قبل الولادة ولكن يمكن ملاحظته على أجسام المواليد الخدّج، الذين ولدوا مبكراً. وما يحدث يوم الولادة هو أن الاحتكاك أثناء نزول المولود يؤدي الى مسح معظم الطلاء الدهني ولكن تبقى في العادة كمية صغيرة منه في ثنيات جلد المولود. انه مرهم زيتي طبيعي ممتاز ولذلك حاولي فركه بلطف ليمتصه جلد وليدك بدل أن تمسحيه وتغسليه. لا بد وأنك قد لاحظت مرات ومرات كيف “يكرمش” الجلد على اصابعك بعد حمام طويل بالماء الدافىء.