العلم نور..اتجهي نحو النور
كي تعيشي الحياة بكل ألقها
عندما كنت خريجة حديثة من كلية الطب كانت نسبة الولادات بالعملية القيصرية 10 %، ولكن تسارعت هذه النسبة حتى وصلت إلى 30% في بعض البلدان وحتى أعلى من ذلك في بعض القطاعات. فهل سينتهي بنا الأمر لأن نجد أن عدد من يولد بعملية قيصرية أكبر ممن يولدون ولادة طبيعية؟ لا أرجو ذلك وعندي أسباب ستتوضح لكم بعد أن تقرأوا هذه الأجوبة عن أهم الأسئلة حول العملية القيصرية.
ما هي العملية القيصرية؟
إنها عملية جراحية تجرى للمرأة الحامل عبر فتحة عرضية غالباً في أسفل البطن ثم أسفل الرحم لإخراج الجنين. وتجرى هذه العملية كحالة طارئة أحياناً أي بعد أن يبدأ المخاض أو قد يتم الترتيب لها مسبقاً قبل المخاض.
لماذا تجرى العملية القيصرية؟
هناك أسباب كثيرة ومنها تأثر ضربات قلب الجنين، كبر حجم الجنين، عدم تقدم المخاض وتوسع عنق الرحم أو عدم نزول الجنين كما يجب، إستلقاء الجنين بطريقة مستعرضة داخل الرحم أو عندما يكون راسه إلى الأعلى وساقيه نحو الأسفل أو عندما تتموضع المشيمة فوق عنق الرحم مباشرة أوتنزف بسبب موقعها أو انفصالها المبكر. ثم هناك اسباب لها علاقة بمرض الأم مثل الإصابة بتسمم الحمل وارتفاع الضغط ومرض السكري. كما تستدعي بعض حالات التوائم الولادة عبر العملية القيصرية.
هل تجرى العملية القيصرية تحت البنج الكامل؟
كان الحال كذلك في أزمنة سابقة ولكن يفضل أغلب الأطباء الآن استعمال البنج الموضعي حول الجافي أو التخدير الشوكي حيث يتم حقن المادة المخدرة حول الأعصاب التي تغذي الرحم وتخرج من الجزء السفلي من العمود الفقري بحيث يتم تخدير الجزء السفلي من الجسم بينما تبقى الأم واعية تماماً دون الشعور بألم. وميزة هذه الطريقة التقليل من مضاعفات التخدير الكامل وتمكن الأم من استقبال جنينها وضمه منذ لحظات ولادته الأولى ومشاركة زوجها لهما هذه اللحظات المميزة.
ما هي مضاعفات العملية القيصرية؟
مثل باقي العمليات الجراحية قد تحدث بعض المضاعفات مثل الإلتهاب أو النزيف أو الإصابة بالجلطة خاصة في الأوعية العميقة في الساقين أو في الرئة أو جرح المثانة والأمعاء أثناء العملية. وأحياناً قد تتأثر الأم ببعض المضاعفات الناتجة عن البنج. وكلما زاد عدد العمليات القيصرية السابقة لنفس المرأة زاد احتمال حدوث بعض المضاعفات في الأحمال اللاحقة وخاصة تلك التي تتعلق بالتصاق المشيمة بجدار الرحم والنزيف وبعض الحالات المرضية ذات العلاقة.
ماذا يحدث قبل العملية القيصرية؟
ستقوم الممرضات بوضع إبرة في وريد ذراعك ليصلك عبرها محلول مغذي. وسيوضع أنبوب قسطرة مطاطي رفيع عبر فتحة التبول لتفريغ المثانة مما يساعد على حماية المثانة أثناء العملية. كما ستحلق الممرضات شعر العانة في منطقة العملية في أسفل البطن.
ماذا يحدث بعد العملية؟
يمكنك إرضاع طفلتك رضاعة طبيعية بعد العملية بفترة وجيزة جداً. وستبقى الأنبوبة المطاطية في المثانة حتى الصباح التالي. ستشعري بألم في الجرح ولكن سيعطيك الأطباء دواء لتخفيف الألم كما قد تشعري ببعض المغص خاصة أثناء وضعك المولود على الصدر للرضاعة. أيضاً ستتلقي مضاد حيوي لمدة قصيرة بعد العملية وذلك لمنع الإلتهاب.
ستلاحظي نزول الدم من المهبل مع كتل متجلطة أحياناً وقد يستمر نزول الدم بصورة أخف أو نزول الإفرازات لمدة أربعة إلى ستة أسابيع. وستبقي في المستشفى لمدة يومين أو أكثر قليلاً إذا استدعى وضعك الصحي ذلك.
يمكنك الحركة بعد العملية حالما يزول تأثير البنج وستساعدك الممرضات في النهوض من الفراش في المرة الأولى بعد العملية. وسيطلب منك عدم تناول الطعام بعد العملية مباشرة ولكن ستبدأي في تناول السوائل في اليوم التالي.
متى أزور الأطباء ثانية بعد عودتي إلى البيت؟
سيعطيك الأطباء موعد للزيارة بعد مرور أسبوع على العملية ثم بعد ذلك بخمسة أسابيع للتأكد من أن الأمور على ما يرام وللحديث حول أية استفسارات لديك وللتخطيط لمنع الحمل ريثما يكبر طفلك. ومن المرجح أنك ستتمكني من الولادة بشكل طبيعي أي بدون عملية قيصرية في الحمل التالي إذ أن 75% من النساء يلدن بطريقة طبيعية بعد العملية القيصرية الأولى ولكن متى تكررت العملية القيصرية ثانية تصبح الولادة الطبيعية بعد ذلك غير آمنة وتسدعي إجراء عملية قيصرية بعد أي حمل لاحق.
أما إذا لاحظت أي أمر مزعج بعد عودتك إلى بيتك مثل ارتفاع حرارتك أو احمرار الجرح أو نزول مادة متقيحة منه أو ازدياد الألم أو كميات الدم من المهبل أو إذا شعرت بألم في الساقين أو الصدر فعليك استشارة المستشفى أو العيادة بدون تأخير.