نعلم كمية الضرر الناتجة عن السمنة ولذلك يبدو منطقياً أن نتبنى أية وسيلة تساعدنا على ابعاد شر السمنة عن بيوتنا ومن أسهل الطرق الرضاعة الطبيعية. وكما تعلمين يكدس جسمك الدهون أثناء الحمل في منطقة البطن لتكون خزاناً قريباً يأخذ منه الجنين احتياجاته. ولكن تصبح هذه الدهون خطراً يهدد صحتك إذا بقيت في مكانها بعد الولادة. وقد وجدت دراسة من جامعة بتسبرج أن النساء تحتفظن بالدهون أكثر عندما لا ترضعن أو تتوقفن عن الرضاعة مبكراً. كما استنتجت عدة دراسات أخرى أن الرضاعة الطبيعية حتى سن 6 أو 7 شهور وسيلة ممتازة للتقليل من خطر الإصابة بالسمنة لدى الأمهات والأطفال معاً. فقد وجد أن الأطفال حتى سن 7 أو 8 سنوات أقل إصابة بالسمنة إذا كانوا قد حصلوا على رضاعة طبيعية كاملة من أمهاتهم حتى سن 6 أو 7 شهور بدون أن يتناولوا أي أطعمة مكملة أخرى. ويبدو أن الحليب نفسه وفعل الرضاعة أثناء إبقاء الرضيع على الثدي كلاهما مهمان في المحافظة على الوزن الطبيعي. فعندما يتناول الرضيع الحليب من الزجاجة سواء كان الحليب من المصنع أو تم شفطه مسبقاً من قبل الأم من الثدي تكون الأم هي من يتحكم بكمية الحليب التي تعتقد أنها كافية لإشباع مولودها في حين أن الرضيع نفسه عندما يرضع الحليب من الثدي مباشرة هو من يقرر كم يتناول من الحليب فقد يتوقف عن استخراج الحليب بالرغم من بقائه على الثدي ثم يعود مرة أخرى حسب حاجته وبهذا يحدد كمية السعرات الحرارية التي يتناولها.
الرضاعة الطبيعية نعمة تكشف الأيام أكثر فأكثر فوائدها فما سبق وذكرته ليس القصة بأكملها وهناك دراسات كثيرة أظهرت أنها تقلل من نسبة الإصابة بمرض السكري من الفئة الثانية كما أن معامل الذكاء أعلى لدى الأطفال الذين لم يحرموا من الرضاعة الطبيعية. ومن المثير أن إحدى البحوث قد وجدت أن انتماء الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية في االصغر إلى فئة اجتماعية أعلى في الكبر كان أعلى.
كل ما سبق يشير إلى أن تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية أمر في غاية الأهمية مع بقاء حرية الإختيار لكل أم حسب ظروفها ولكن بعد أن تطلع وتفهم بدون أي لبس الكنز الذي تقدمه لصحتها وصحة مولودها إذا اختارت الرضاعة الطبيعية واستمرت بدون أن تضيف أية أغذية تكميلية حتى يبلغ سن طفلتها 6 أو 7 شهور.