قبل أسبوع أو أكثر زارتني أمٌّ في أواخر العشرينات ورافقها ابنها ذو الأربع سنوات. جاءت في منتصف الشهر الخامس من حملها للحصول على تصوير سلامة الجنين وبعد أن انتهى الفحص هممت في طباعة التقرير لتأخذه هذه السيدة للعيادة التي تتابع فيها برنامج رعاية الحمل. سقطت من يدي ورقة فانحنيت لالتقاطها ولكن سبقني ذو الأربعة أعوام وانحنى والتقطها قبلي ثم ناولني إياها فابتسمت وشكرته بكل جوارحي. كان ذلك أجمل ما حدث لي في ذلك النهار.
أثلج صدري أن هناك أم تعلم أبناءها اللطف ومساعدة الآخرين في هذه السن المبكرة وكان واضحاً أنها هي كانت القدوة فهي الصورة المتحركة الناطقة التي يرونها كل يوم تلعب أدوارها المتعددة في هذا الفيلم الذي نسميه “الحياة”.