تبدا حركة الجنين بالإعلان عن وجوده ما بين الأسبوع الثامن عشر والأسبوع العشرين من الحمل عند أغلب النساء، ولكن قد لا تشعري بالحركة إلا بعد الأسبوع العشرين في حملك الأول، وقد تشعري بها باكراً في الأسبوع السادس عشر في حملك التالي. وتصف النساء الحركة بأنها مثل رفرفة الفراشات أو حركة الموج أو قد تشبه ركلة أو دوران.

متى يتحرك الجنين؟ وما هو عدد الحركات الطبيعي؟

يزداد عدد الحركات مع تقدم الحمل حتى الأسبوع الثاني والثلاثين ثم يثبت كما تتغير طبيعة الحركات ونظامها مع تقدم الحمل واقترابه من الإنتهاء ولكن قد لا تشعري بكل حركة تقوم بها طفلتك خاصة إذا كنت مشغولة. لا يتحرك الجنين بصفة دائمة فهو يتوقف عن الحركة أثناء نومه الذي يحدث على فترات متقطعة تستمر ما بين عشرين إلى أربعين دقيقة ونادراً ما يطول النوم عن تسعين دقيقة، أما قمة النشاط فتحدث في فترة ما بعد الظهيرة والمساء. هذا ويتحرك الجنين حتى نهاية الحمل وأثناء المخاض أيضاً.

أما عدد الحركات الطبيعي فلا يوجد رقم محدد، ولكن عليك التعرف على نظام حركة طفلك أنتِ بالذات واعطاء الأمر الأهمية إذا تغير نظام حركته أو خف.

ما أهمية أن يتحرك الجنين؟

إن شعورك بحركة طفلك أثناء الحمل أمر مطمئن ولذلك عندما يقل عدد حركاته أو يتغير نظامها عليك الإتصال بعيادة طبيبتك أو بالمستشفى في الحال وعدم الإنتظار حتى اليوم التالي لأن ذلك قد يكون إشارة من جنينك على أن هناك مشكلة وأن الأمور ليست على ما يرام.

هل هناك من عوامل تؤثر على قدرتي على الإحساس بحركة جنيني؟

طبعاً، فإذا كنت مشغولة أو تتحركي وتعملي باستمرار أو إذا كانت المشيمة أمامية وأعني بذلك أنها ملتصقة بالجدار الأمامي للرحم، قد لا تتمكني من الإحساس بحركة الجنين بسهولة. وقد تشعري بأن الحركة أقل إذا استلقى الجنين بحيث يتجه ظهره إلى الأمام ووجهه نحو ظهرك.

ما أسباب قلة حركة الجنين؟

تؤثر بعض العقاقير القوية التي تستعمل لتخفيف الألم أو للتهدئة أو للمساعدة على النوم على حركة الجنين لأنها تتسرب إلى دورته الدموية وجسمه كما يؤثر التدخين وتناول الكحول على حركته. وقد تخف حركة طفلتك إذا كانت لديها مشكلة صحية وهناك أمراض تصيب العضلات والأعصاب لدى الجنين فتمنعه من الحركة أو تسبب ضعفاً واضحاً فيها.

ماذا أفعل عندما أكون غير متأكدة من حركة طفلي؟

إذا كان من الصعب أن تقرري ما إذا كانت حركة طفلك طبيعية أم لا عليك الإستلقاء على جانبك الأيسر والتركيز على حركة جنينك لمدة ساعتين متتاليتين، فإذا لم تشعري بعشر حركات أو أكثر خلالها عليك اتخاذ بعض الإجراءات.

ماذا أفعل عندما اشعر أن حركة جنيني قد تغيرت أو خفّت؟

استشيري الطبيب في الحال. لا تتجاهلي قلة حركة طفلك أو تخلدي للنوم ولا تعتمدي على الأجهزة المنزلية لسماع نبض الجنين. سيقوم الأطباء ببعض الإجراءات التي تختلف حسب عمر الجنين أو الحمل:

إذا كان عمر الجنين أصغر من 24 أسبوعاً

إذا لم تتمكني من الإحساس بحركة جنينك بعد بالرغم من وصولك إلى الأسبوع الرابع والعشرين من حملك—مع أن أغلب النساء تشعر بها ما بين الأسبوع 18 و 20—عليك زيارة طبيبتك وهي ستقوم بفحص نبض الجنين وقد تطلب إجراء تصوير للجنين بالأمواج فوق الصوتية وقد تحولك إلى أخصائية في طب الجنين للتأكد من سلامة طفلك.

إذ كان عمر الجنين ما بين 24 و 28 أسبوعاً

زوري طبيبك الذي سيقوم بفحص نبض الجنين والتأكد من حجم الرحم وقياس ضغط دمك وفحص البول للتأكد من خلوه من البروتين. فإذا وجد أن حجم الرحم أصغر مما يجب سيقوم بطلب تصوير بالأمواج فوق الصوتية للتأكد من نمو الجنين.

إذا كان عمر الجنين أكبر من 28 أسبوعاً

زوري طبيبتك أو اتجهي إلى قسم الولادة في المستشفى في الحال. لا تتأخري أو تؤجلي اتخاذ الخطوات اللازمة حتى اليوم التالي. ستقوم طبيبتك بفحصك أنت وطفلك بشكل كامل وستستمع إلى نبض الجنين ثم ستقوم بتخطيط نبضه على جهاز خاص لمدة عشرين دقيقة. ويمكنك عادةً العودة إلى بيتك بعد الإطمئنان على صحة جنينك. إن تسارع ضربات قلب الجنين أثناء حركته دليل على صحته وعافيته.

هذا وقد تجري طبيبتك (عادة خلال 24 ساعة) تصوير بالأمواج فوق الصوتية لقياس حجم الجنين وكمية السائل الأمنيوسي حوله إذا لاحظت ما يلي:

 أن حجم الرأس أصغر مما يجب.

 وجود أي دلالات في تاريخك الصحي أو في حملك الحالي تزيد من مخاطر وفاة الجنين قبل الولادة.

 إذا استمر احساسك بأن حركة الجنين أقل من السابق.

هذا ويكون الحمل والولادة طبيعيان في أغلب الحالات التي تلاحظ فيها النساء أن حركة الجنين قد خفت في يوم واحد دون أن يتكرر ذلك. أما إذا كان هناك ما يثير القلق فسيقوم الأطباء بعد إجراء الفحوصات التي ذكرتها بشرح ما يحدث لك وقد يقوموا ببعض الإجراءات الضرورية لمتابعة نمو الجنين بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية. ولكن أحياناً قد ينصح الأطباء بتوليد طفلك في أقرب فرصة لضمان سلامته ويعتمد هذا على الحالة وعلى عمر الجنين.

ماذا أفعل إذا خفت حركة طفلي مرة ثانية؟

ستقوم طبيبتك بالطلب منك بأن تنتبهي إلى حركة جنينك في الأيام التالية بعد عودتك إلى بيتك، فإذا لاحظت أن الحركة قد خفت ثانيةً عليك الذهاب إلى المستشفى في الحال. ولا تترددي في الإتصال بطبيبك أو طبيبتك حتى ولو تكرر نفس الشيء عدة مرات.