أرشيف الوسم: كروموسوم Y

كيف يتحدد جنس الجنين، صبي أو بنت

ان الجنين في بداياته ليس اكثر من كتلة من الخلايا ليس من الممكن تمييز اي جهاز او عضو فيها، وبالتاكيد لا يمكن تمييز شكلها أذكر هي ام انثى. ولكن بالرغم مما ذكرت الا ان هناك اختلاف جوهري بين الذكر والأنثى منذ اللحظة الاولى للإخصاب الا انه اختلاف داخلي في داخل الخلية الاولى التي تشكلت للتو. يقع هذا الاختلاف في تركيبة الكروموسومات التي تحكم كيف ستتطور الأعضاء والأجهزة- الى أعضاء انثوية أو ذكرية. والكروموسومان المعنيان في هذا التمييز هما X و Y.

babies in pods

تحتوي كل خلية من جسم الإناث على زوج من كروموسوم X، بينما تحتوي كل خلية عند الذكور على كروموسوم X واحد وآخر مختلف اسمه Y. هذا في جميع خلايا الجسم باستثناء البويضات عند الأنثى والحيوانات المنوية عند الذكر، اذ تحتوي البويضات والحيوانات المنوية على نصف عدد كروموسومات الخلايا الأخرى فليس فيها ازواج من الكروموسومات كما هو الحال في الخلايا الأخرى بل توجد الكروموسومات فرادى. وفي الذكور تحتوي بعض الحيوانات المنوية على كروموسوم Y واحد بينما تحمل حيوانات منوية اخرى كروموسوم X واحد، أما في الاناث فتحتوي جميع البويضات على كروموسوم X واحد لأن جسم الأنثى لا يحتوي الا على كروموسومات X فقط. وما يحدد هل سيكون المولود ذكراً ام انثى هو ما اذا كان الحيوان المنوي الذي اخصب البويضة حاملاً للكروموسوم X او Y.

عدد المواليد الذكور أكبر من المواليد الإناث

من المفروض ان ينتج الرجل اعداداً متساوية من الحيوانات المنوية الحاملة X و Y لأن اصل الحيوانات المنوية من خلايا تحمل كل واحدة فيها كروموسومي X و Y وتنقسم كل خلية الى خليتين كل واحدة منهما حيوان منوي، احدهما حامل X والآخر حامل Y. ومن المفروض ايضاً ان فرصة كلا النوعين من الحيوانات المنوية في تلقيح اي بويضة متساوية، ولكن في الواقع ان الامور لا تمشي بهذه البساطة. ففي جميع بلدان العالم يولد مواليد ذكور اكثر من الاناث والنسبة هي ١٠٥ ذكور الى ١٠٠ انثى.

ماذا يحدث في الدهاليز

عند النظر الى الحيوانات المنوية نجد ان الحاملة X والحاملة Y لا تتطابق في صفاتها، فهي تختلف في الحجم والوزن وسرعة السباحة وطول العمر. ويبدو ان هذه الاختلافات تصب في مصلحة تلك الحاملة كروموسوم Y. ولكن هناك ايضاً بعض التغيرات التي تحدث في الجهاز التناسلي الانثوي في اوقات مختلفة من دورة عمل المبيض الشهرية، وهذه تؤثر على النتيجة النهائية في موضوع تحديد جنس الجنين. فتنقّل الحيوانات المنوية ومرورها عبر قنوات الجهاز التناسلي الانثوي يتأثر بتواجد مستويات متفاوتة من بعض المركبات الكيماوية ومنها الهورمونات وتختلف طبيعة التأثر ودرجته عند الحيوانات الحاملة X عن تلك الحاملة كروموسوم Y.

SPERM AND EGG

ومن ناحية اخرى هناك دور لغشاء خلية البويضة المحيط بها فهو يلعب دور في اختيار اي حيوان منوي سيسمح له بدخول البويضة وتلقيحها. فالبويضة قبل التلقيح تتواجد في بركة من آلاف الحيوانات المنوية من النوعين، ولكن في النهاية لن ينجح سوا حيوان واحد فقط في دخول البويضة لتبدأ رحلة ومعجزة التكوين لجنين أنثى أو ذكر. وبناءاً على هذه الاختلافات المكتشفة في ظروف الاخصاب ظهرت اساليب متعددة تحاول زيادة فرص اختيار جنس للجنين دون الآخر ولكنها غير مضمونة النتائج.