ما هي مضادات الأكسدة ؟
الأكسدة عملية كيماوية تحدث بشكل طبيعي داخل الخلايا أثناء تحويل ما يمتصه الجسم من غذاء الى طاقة ضرورية للحياة. إلا أن هناك أثر جانبي لعملية الأكسدة وهو ما ينتج عنها من شحنات حرة free radicals تسبب الأذى للمادة الوراثية وفي النهاية للخلايا. ويتعرض الجسم الى الشحنات الحرة من مصادر خارجية ايضاً مثل التلوث في البيئة والجو وحتى من أشعة الشمس ومن الطعام.
الشحنات الحرة حرامي من الطراز الأول، تسرق الإلكترونات من أي مادة عندها استعداد للتخلي عما لديها فتؤكسدها. ولكن عندما تخسر هذه المواد بعضاً من الكتروناتها يتغير تركيبها هي فمثلاً مادة الدي إن إيه DNA تتغير فتنشط الجينات التي تساعد على ظهور السرطان. وليس السرطان المرض الوحيد الناتج عن الشحنات الحرة اذ ان أمراض القلب والشرايين هي ايضاً أثر لها. فتصلب الشرايين يحدث بعد أن يتغير نوع من الكوليسترول الضار بسبب الأكسدة ويصبح أكثر التصاقاً بجدران الشرايين فيسبب تضيقها.
لحسن الحظ هناك مواد نتناولها في طعامنا وأيضاً يصنّعها الجسم تعمل على منع تكوين الشحنات الحرة أو تكسرها بعد تكوينها وتحولها الى جزيئات غير ضارة. وتسمى هذه المواد التي تحمينا من الشحنات الحرة مضادات الأكسدة.
تشمل مضادات الأكسدة الفلاڤونويدات والفينولات والڤيتانينات مثل ج وه (CوE) وبيتا كاروتين والأملاح المعدنية مثل المنغنيز والسيلينيوم.
الفلاڤونويدات flavonoids
عددها حتى الآن أربعة آلاف مركب قابلة للزيادة وتتوفر في العنب والتفاح وانواع من التوت berries وفي الشاي الأخضر والشوكولاته.
وتعمل هذه المركبات في أكثر من موقع في جسم الإنسان. في الدماغ تحمي من تدهور الذاكرة الناتج عن التقدم في السن ومن الجلطات في الدماغ والقلب والأوعية الدموية أيضاً. تساعد الفلاڤونويدات عدسات العين على المحافظة على صفائها وتحميها من التعتيم كما تساعد المفاصل على التغلب على عملية الإلتهاب التي تدمر الغضاريف والأنسجة داخل المفاصل. ولهذه المركبات تأثير على المناعة لتساعدنا على التغلب على عدوى الجراثيم ومقاومة مرض السرطان.
ڤيتامين ج (C) و ه (E) من الفينولات Phenols
اذا كنت ممن يحبون الخضار الورقية خضراء اللون والحمضيات والبندورة فلك ان تطمئني على حصولك على ڤيتامين ج وهو فينول. ويتأثر هذا الڤيتامين بسرعة بالحرارة لذلك عليك تناول مصادره نيئة دون طهيها حتى تتمكن من مساعدتك في حماية نفسك من سرطان المعدة والرئة.
أما ڤيتامين ه او E فهو جاهز تحت الطلب في الحبوب الكاملة بدون تقشير وفي الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وعباد الشمس والكانولا وفي المكسرات والخضار الورقية ذات اللون الإخضر. وعندما تسمحي لفيتامين ه بالدخول الى جسمك يكافئك بمنعه تأكسد الكوليسترول الضار LDL وافشاله لعملية التصاق هذا الكوليسترول على جدران الشرايين فيحميك من امراض القلب والشرايين.
الكاروتين
احتل البيتا كاروتين العناوين الرئيسية في الماضي القريب عندما اقبل عليه الكثر في شكل اقراص ولكن تبين بعد مدة ان تناوله على شكل اقراص ليس بالفكرة الجيدة بسبب سهولة الإكثار منه والذي بدوره يجلب بعض الأخطار على صحتك. بيتا كاروتين صديق مخلص لعيونك يحميها عندما يتحول الى مادة الريتينول. وهو موجود في كل ما هو برتقالي او احمر من الفواكه والخضار مثل الجزر واليقطين كما تجديه في الانواع الأخرى مثل السبانخ وباقي الخضار الورقية. كما ان الحبوب الكاملة غير المقشورة مصدر آخر هام له.
لايكوپين
يغتني جسمك بهذا المضاد للأكسدة في كل مرة يكون الغداء صلصة البندورة لأن البندورة المطبوخة والمعلبة مصدر غني به. وتزداد فائدة البندورة منه عندما تسخنيها في الصلصة. ساعدي جسمك على امتصاص لايكوپين والاستفادة منه أكثر بإضافة بعضاً من زيت الزيتون اليه لما يحتويه زيت الزيتون من دهون أحادية الإشباع مفيدة وحامية للجسم. ولايكوپين هو في الحقيقة احد الكاروتينويدات التي تحدثنا عنها وله القدرة على الحماية من عدة أنواع من السرطان من الثدي الى الرئة والپروستاتا.
أوميغا-٣ وأوميغا-٦
هذه المركبات ذات الإسم الجذاب هي احماض أمينية. وتحمي أوميغا-٣ القلب والدماغ من الجلطات إذا تناولتيها من مصادرها الغذائية الطبيعية وليس من ارفف الصيدليات. كما تخفف التهابات المفاصل وتحمي من تعتيم العدسات (المَيّه الزرقا). ليس هذا كل شيء فهي كباقي مضادات الأكسدة تساعد جسمك على مقاومة السرطانات. أما أوميغا-٦ فتخفف من مشاكل الجلد مثل الصدفية والإكزيما ومن هشاشة العظام.
أوميغا-٦ شائعة ومتوفرة أكثر من ابنة عمها أوميغا-٣ فهي موجودة في الأطعمة ذات الشعبية الواسعة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والدجاج بينما تجدي أوميغا-٣ في الأسماك الزيتية الغالية مثل السالمون والتونا والسردين وفي الجوز وحيث ان اغلبنا لا يتناول ما يكفي من هذه الأصناف تجدي ان اغلب الناس لا يحصلون على ما يكفي من أوميغا-٣ في طعامهم اليومي. حاولي ادخال هذه الأسماك الى وجبات عائلتك بانتظام أكبر.
السيلينيوم
ان الحصول على السيلينيوم من مصادره الطبيعية وليس من الأقراص افضل لك واقل خطورة. السبب هو أن الأقراص قد تجعلك تبتلعين اكثر مما يلزم جسمك من السيلينيوم وفي هذا خطر يعرضك للمشاكل الهضمية وتليف الكبد وتكسر الأظافر وتساقط الشعر. وتجدي السيلينيوم في البصل والثوم والحبوب والمكسرات وفول الصويا والكبدة واللحوم بشكل عام والأسماك .
من المهم التنويع في ما تأكليه من طعام فإذا فعلتِ سيحميك السيلينيوم من سرطان الرئة والقولون وينظم عمل الغدة الدرقية. كما يحمي الرجال من عدوهم اللدود سرطان الپروستاتا.
كلمة أخيرة
هل لاحظتي ان اغلب مصادر مضادات الأكسدة هي الخضار والفواكه. لذلك من المهم الإلتزام بتناول ٥ الى ٩ حصص من الخضار والفواكه يومياً. كما ان التغيير في مصادر اللحوم لتشمل الأسماك وخاصة الزيتية منها من النصائح المتكررة في فن الحياة الصحية. هذا المصدر الهام للكثير من العناصر الضرورية لصحتنا يجب ان يتصدر موائدنا بشكل منتظم حتى ولو لم يكن من الأكلات المفضلة. مع تغيير وصفات الطعام وتبديلها يمكنك اكتشاف ما تتقبله عائلتك وتستمتع به فتنمي ذوقاً جديداً لديهم وعادات أكل أكثر فائدة وصحة.