نحن الشرقيون سنّا حلو – بمعنى اننا نحب اغلب الأشياء سكر زيادة بما فيها كيف نحيي وكيف نشكر وكيف نحتفل. حلوياتنا التقليدية دائماً تقريباً تغطس في بركة القطر قبل الخروج للتشمّس على الصحن وأغلب الناس يحبون قهوة صباحهم احلى وشاي العصرية عسل. وطبعاً صغارنا يستهلكون السكر كما لو ان لا طعم للحياة بدونه- في مشروباتهم الغازية وعصائرهم وحلواهم وشوكولاتتهم.

كنا نعلم ان السكر لا يخدم صحتنا منذ زمن ولكن ان كانت لدينا شكوك عن مدى الضرر فقد زالت بعد العشرين سنة الأخيرة من الأبحاث. وقد لا يعلم الكثيرون ان الكاربوهايدرات بشكل عام لا ضرر منها ولا منفعة فيما يتعلق بصحة القلب والأسنان وسرطان الامعاء وإنما الأهم في طعامنا هي كمية السكر الحر في كفة الضرر ومقدار الألياف في كفة الفائدة.
صاحب زيادة السكر في مأكولاتنا ومشروباتنا زيادة اجمالي عدد السعرات الحرارية التي نتناولها. وهما العاملان اللذان رفعا اعداد المصابين بتسوس الاسنان وزيادة الوزن ومرض السكري من الفئة الثانية type 2 diabetes. اما زيادة الالياف الناتجة عن ادخال الحبوب الكاملة غير المقشورة الى وجبات الافطار والغداء والعشاء فيؤثر ايجابياً على صحة القلب ويساهم في الحماية من سرطان الامعاء الغليظة، وبشكل عام يسرّع من مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي اثناء هضمه. كما تخفض نخالة الحبوب واليافها نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية triglycerides وضغط الدم.

ما هو السكر الحر؟

هناك فرق بين السكر الطبيعي الموجود في الفواكه والخضار والسكر الحر المضاف، فالأول لا يشكل مشكلة بعكس الثاني. السكر الحر هو ما نأكله في قطعة شوكولاته او اي من الحلويات او العسل او المربى او ما نضيفه الى فنجان قهوتنا او ما نشربه في العصائر والمشروبات الغازية والمحلّاه.

كم يجب ان يكون الحد الأعلى من السكر الحر في طعامي يومياً؟

أحدث الإرشادات تنصح بأن لا يزيد ما نتناوله من السكر الحر عن ٥٪ من مجموع السعرات المطلوبة باليوم ويعادل ٣٠ غرام لشخص بالغ- اي سبع ملاعق صغيرة ونصف لمن يحتاج الى ٢٠٠٠ سعر حراري يومياً. طبعاً تشمل السبعة ملاعق كل السكر الحر الموجود في الاطعمة والمشروبات التي نتناولها وليس فقط ما نتناوله من السكرية ونضيفه بأنفسنا لطعامنا وشرابنا.